الخميس، سبتمبر 17، 2009

عفوا جدتي عفوا امي

عفواً من كل قلبي .....عفواً جدتي ..عفواً يا امي .. ... لقـد ولد نـا في زمـان مخـتلف..فـوجدنـا "الحيطه" فيـه، أفـضل من ظـل الكـثير من الرجـال.كانـت النسـاء في المـاضي يقـلن(ظـل راجـل ولا ظـل حيـطــه)لأن ظـل الرجـل في ذلك الـزمان كان..حبـــاً واحـترامـــاً وواحــة أمـــا نتـستـظل بـها المــرأة كان الـرجـل في ذلك الـزمـان وطنــاً.. وانتمــاءً.. واحتــواءً..فماذا عسـانا نقـول الآن؟وما مساحة الظِّل المتبقية من الرجل في هذا الزمان؟وهـل مـازال الرجـل ذلك الظـل الذي يُـظللنـا بالرأفـة والرحمـة والإنسانيـة؟ذلك الظـل الـذي نسـتظل به من شـمـس الأيـام ونبحـث عنـه عنـد اشتـداد واشتـعال جـمر العـمر؟ماذا عسانا أن نقول الآن؟فــي زمـــن...وجـدت فيه المـرأة نفسهـا بـلا ظل تستظـل بـهب رغـم وجـود الرجـل في حيـاتـها فتنـازلت عن رقتـها وخلعـت رداء الأُنوثـة مجـبرة واتقـنت دور الرجـل بجـدارة..وأصبـحت مع مـرور الوقـت لا تعـلم إنْ كانـت...أُمّــــاً.. أم.. أبــــاً أخـــاً.. أم.. أُختـــاً ذكـــراً.. أم.. أُنـثـــى رجـلاً.. أم.. امـرأة فالمـرأة أصـبحـت تـعمـل خـارج البـيت..والمـرأة تـعمـل داخـل البــيت..والمـرأة تـتكفَّـل بمصـاريف الأبنـاء..والمـرأة تـتكفَّـل باحتيـاجات المـنزل..والمـرأة تـدفع فـواتـير الهـاتـف..والمـرأة تـدفع للخـادمـة..والمـرأة تـدفع للسـائق..والمـرأة تـدخل الجـمعيات حتي تبني بيتا.فإن كانـت تقـوم بـكل هـذه الأدوارفماذا تبـقَّى من المـرأة.. لنفسـها؟وماذا تبـقَّى من الرجـل.. للـمرأة؟لقد تحـوّلنـا مع مـرور الوقـت إلى رجـال وأصبـحت حاجتنـا إلى "الحـيطــه" تـزداد..فالمـرأة المـتـزوجة في حـاجة إلى "حيـطــه"تســتند عليـها من عنـاء العمـل وعنـاء الأطفـال وعنـاء الرجـل وعنـاء حيـاة زوجيـة حوّلتـها إلى...نصف امرأة.. ونصف رجل والمـرأة غـير المـتزوجة في حاجـة إلى "حيطـة"تسـتند عليـها من عنـاء الـوقت وتستمـتـع بظلّـه ابعد أن سرقـها الـوقت من كل شـيء حـتى نفسـهـا وستـزداد حاجتـها إلى "الحيـطـــه"لأن أدوارهـا في الحيـاة سـتزداد.وإحسـاسها بالإرهـاق سـيزداد.فمـلامح رجـال الجيـل القـادم مازالـت مجهـولة..والـواقع الحـالي.. لا يُبـشّر بالخــيروربـمـا ازداد سـعر "الحيـطــه" بعد جيــل لكــن..وبرغـم مــرارة الــواقع إلا أنـه مازال هنـاك رجـال يُعـتمد عليـهم وتستظـل نسـاؤهم بظـلّهم وهـؤلاء اسأل الله لهم العافيه والقوة والثبات إلا أنـه لا يمكـننـا إنــكار وجــودهم فهم بيننا ويعشون معنا فشكـــــــــــرا لهـــــــــم من القلب فاكس عاجل..اشتقنا إلى أُنوثتنا كثيراً..فعـــودوا.... رجــالاً ..كي نعـود.... نســاءً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عفواً من كل قلبي .....عفواً جدتي عفواً يا امي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق