الأحد، مارس 20، 2011

السرقة

كنت لا أنام في الليل خوفاً من غدر عصابات قذرة  فقد كنت أسهر ليلاً وأنام نهاراً لأني والحمد لله لم يكن لدي عمل ثابت يرغمني على النهوض صباحاً. قال صديقي المحترم: ((إقتني لك كلباً يعينك على الحراسة ليلاً وينبهك في حالة غفلتك))... وجدت إنَّ نصيحته رائعه فعلاً تنم عن عبقرية وفهم مدروس للأوضاع الحالية نادراً مايتفوه بها أحد هذه الأيام. وأعلنت عن رغبتي بإقتناء كلب فبادر أحدهم وأرسل لي كلباً كبيراً جميل المنظر فنظرت اليه بإحترام لأنه سيكون منقذي من سهر اليالي.. أطعمت الكلب وربت على رأسه وعنقة ((هذا مأخوذ من كتالوج الإستعمال))، بدأ الكلب يتعود علي فإذا خرجت ركض إليَّ وهو يهز ذيله قافزاً حولي فرحاً. لكن برزت مشكلة أخرى مع زوجتي التي لا تشبه الممثلة شارون ستون أما المشكلة في نجاسة الكلب فكانت ترغمني على الإستحمام كلما هز الكلب ذيلة قربي، رغم نجاسته هو أطهر من بعض الذين أعرفهم. في خضم هذه الأحداث فاتني وأنا في أزمتي مع ضعف قدرتي على التركيز التي ورثَّها لي السهر فكان نعم الحارس الامين، فما أن تقفز قطة الجيران في باحة بيتي حتى تنشب معركة شرسة فيها من النباح والصياح والصراخ وبعثرة محتويات صندوق القمامة، أصوات تجعل الأطفال يهبون من نومهم مذعورين، فكنت أسرع لفض الإشتباك وتنهزم القطة وأبتسم أنا من كل قلبي فرحاً بإنتصار كلبي الوفي وأقول في نفسي ((والله إنه كلب إبن كلب!!!))، إذا كان الكلب مع القطة يجعلها معركة فما الذي سيفعله مع اللصوص؟؟؟ أكيد سيجعلها ((أُم المعارك)) وأشفق في سري على اللصوص وأنا أتخيل مواخراتهم الممزقة. وأعود للفراش وأنام قرير العين. مر إسبوع شعرت فيه براحة النوم وعاد بدني لسابق عهده وفارقني المزاج العكر الذي صاحبني لفترة ذات صباح وجدت سيارتي مسروقة فطلبت الشرطة سألني ضابط الشرطة وهو يقف أمام منزلي ((يبدو إنَّ لديك كلباً)) فأجبته بالإيجاب وعاد يسألني ((ألم ينبح كلبك أثناء الليل؟)). أجبته بالنفي. أثارت ملاحظة الضابط إنتباهي لعدم نباح الكلب على اللصوص وإستغربت من تصرف الكلب سألني الضابط ((هل تربي هذا الكلب منذ صغره؟)) فأخبرته بالقصة كلها وكيفية حصولي على هذا الكلب، أكمل رجال الشرطة إجراءاتهم ورحلوا تاركيني وحيداً مع قهري وحزني بقلب يملؤه الغضب . مر يومان وتم إستدعائي من قبل الشرطة فلقد عثروا على سيارتي وعلى سارقها أيضاً، أتعرفون من هو؟ لقد كان شقيق الرجل الطيب الذي أهداني الكلب. قال لي رجل حكيم (( إياك والكلب ذو الصاحبين، أتعرف لماذا؟ لأنك لو ربيت كلباً وهو صغير فسيكون إنتمائه وولائه لك، أما إذا أخذت كلباً وهو كبير فسيكون إنتمائه لك ولكن ولائه لغيرك فهو يدرك غريزياً أنه إذا إحترق بيتك أو سرق سيكون دوماً هنالك دار أخرى له)). لهذا ياعزيزي إنَّ كلبك الشرس لم ينبح على اللصوص لأنهم بكل بساطة..أهله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق