الجمعة، سبتمبر 24، 2010

وكأننا وكأنهم

أيقظتْني الأماني وقالت: لا تُعِاَفري الدنيا إنْ لم يأتِ إليكِ قدَرُك، ولا تجادلي الأيام إن لم يتحقَّق فيها حُلمُك، قدرُك رزْقٌ من الرزَّاق، وحُلمُك إن لم تسْعَيْ إليه؛ فهو قصرٌ جدرانه خُيَلاء ووهْم وسراب.قلت: وهل تأمريني بالصَّمْت؟ وما أرخى علينا الصمت إلاَّ الشتات والضياع، تآمرَتْ علينا الأطماع، تتوالى تكتم صرخات الأوجاع، أطماع تنثر بهتانًا، وصروح جدالٍ وصراع، قلاع ظلم، وشرور علْم، وفساد منطق، اشتهى سحقنا، مكْرٌ كثير وخِدَاع. وكأننا وكأنَّهم ! حتَّى عيَّرونا بالصمود؛ أقاموا السدود، وَخزُوا بقسْوةٍ جراحَنا، وأبدعوا فنَّ القيود، ألسْنا جميعًا سكَّانَ الأرض؟! ألسنا جميعًا مِن الإنس؟! أم أنَّ الفناء عليها لنا، ولهم فيها كان الخلود؟! لماذا يقتلوننا ولا يرضون منَّا الدفاع؟ لماذا يخشون حريتنا؟ ويشيِّدون حصونهم ويَنصبون القلاع؟ يسيطرون وكأنَّهم يجلبون الرزق لنا! وهم في خُبْث يسلبون قُوَّتنا وعزَّنا.ووعيدٌ اقترَب.ابنَ آدم، أنا ابنُ أبيك، وصِهْر أخيك، سيموت ويَفنَى ما فيَّ وما فيك، ستقوم الساعة ولن تجد مَن يحميك ويُؤويك؛ فاشْرب طَهُور الماء، وانزع ما في صدرك من غلٍّ؛ يرحَمك الله ويجزيك،أرأيتَ يا ظَلُومًا سيَجزي الله المؤمنين، ويعذِّب الظالمين، سيرحم الرحماء، ويُصْلِي المفسدين، سيَفرح بعفوه الصابرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق