وقع مع الشيطان معاهدة

عقود من عصور الظلام في اوروبا انتهت وتحققت نهضة دول اوروبا لكن ليس بمعزلٍ عن الديمقراطيه,,ونحن في الوطن العربي من المحيط الى الخليج عشنا زمن الانظمه القمعيه وبوليسية الدوله,,قبلنا مرغمين برغم آهات الألم,وهمهمات الخوف المستوطن فينا,رُبينا منذ نعومة اظفارنا على الخوف والقمع,فالأخ الاصغر يخاف الاكبر لا احتراماً, والأخت تخاف الأخ حتى لو كانت تكبره سناً,وجميع الآخوة يخافون الأم برغم حنانها وعطفها,والأم والابناء يخافون سطوة الرجل في مجتمعات ذكوريه , واذا ما ذهبنا الى المدرسة نخاف الاستاذ وعصاه تلاحقنا بسبب او بدون سبب,والاساتذة يخافون تقارير المدير او النقل العقابي,,كبرنا وفي داخلنا طفلٌ صغير يدعى الخوف,واذا ما ذهبنا الى الجامعة نخاف ما بعد الجامعه والغربه وكيفية التعامل مع الجنس الآخر,والامتحانات,ونتيجة راسب,,نتخرج ولدينا هذا الارث من الخوف والقمع ولم نشارك بعد في اي حزب سياسي احتراماً واذعاناً لتوجيهات الأب,ولم نشارك في تظاهره,,نذهب الى سوق العمل بشخصيه ضعيفه ركيكه,نحفظ ما تعلمناه على كرسي الجامعه صماً ولكن لا نعرف كيفية تطبيقاته في الحياة العمليه,,يرهبنا مرور المدير حتى لو جاء لالقاء التحيه,,هكذا نحن وهكذا اُريدَ لنا ان نكون,نخاف الشرطي ونحسب الف حساب اذا ما دُعينا الى مركز امني,,نتحسس اجسادنا وكأننا نعيش فلم رعب ثلاثي الابعاد,نرقب حركات الآخر كاطفال بُلهاء,استعداداً لردة الفعل,,عاش جيلنا فقر الستينيات وبرد كوانينه برفقة عود حطب ودخانه,حتى أضحت الرؤيا معدومه, وبقيت غشاوة تحجب عنا رؤيا الحياة الحره الكريمه بهامش واسع من الديمقراطيه الحقه,وانفتاح على الآخر,والتشارك في القول والنقاش مع احترام حدود الآخر

سؤال اخير هل هذه نهاية كل من وقع مع الشيطان معاهدة من الحكام العرب.