الثلاثاء، يوليو 13، 2010

حملت قلبي أبحث عن حبيب

حملت قلبي أبحث عن حبيب كي أمنحه قلبي وكلي ..!!

وقف المال ببريقه ووسوسته وقال لي أنا حبيبك ومحبوبك فضع قلبك عندي كي أضعه في خزائني العامره .. أنا الذي أعز أقواماً وأذل آخرين ..وأنا الذي أرفع أقواما وأخفض آخرين ..وأنا الذي أسكنك القصور المنيفة ..وأُركبك السيارات الفاخرة ..وأنا الكلام لمن أراد فصاحة وأنا السلاح لمن أراد قتالا ..وبي تجذب إليك قلوب الجميلات ..وأجعلك تطوف البلاد ..وتخضع لك العباد نظرت إلى قلبي فرأيته تحرك وتململ وشنف سمعه ورنا ببصره وهو يسمع كلام المال ..!!
فقلت لعلي أجد أفضل ..سأتابع البحث ..وإذا بي أرى امرأة حسناء تشير إلي بأناملها قائلة تمهل رويدك ..أنا بغيتك وضالتك التي تبحث عنها ..أنا الحبيبة والمحبوبة ..أنظر إلى جمالي وحسني ..أنا الذي أنطق الشعراء فبي يتغزلون ..وأنا الذي أجذب قلوب الرجال فتحيا بمرآي ..فبي يسكن قلق نفوسهم.. وأنا منبع الشهوات .. بالنظر إلي تسر العيون وتلتذ القلوب ..وبمجالستي والاقتراب مني أطفأ نيران النفوس الملتهبة ..وأنا الذي أبقي لك أثرك بعد رحيلك ..وأنا الذي أوقظ رجولتك ..وأنا السكن والمودة والرحمة .
نظرت إلى قلبي فرأيته يكاد يفر من يدي لجمال ما سمع وكاد لعابه يسيل لحلو ما رأى ..!!ولكن قلت لعلي أجد أفضل ... سأتابع البحث ...
فرأيت شيئاً عليه الهيبة والجلال ..كادت فرائصي ترتعد لرؤياه ..فقلت له : من أنت .....؟؟ فقال : تعال إلي ..أنا الجاه والمنصب ...
أنا الذي تهابني الرجال وتنحني أمامي بأعناقها ..وأنا الذي يفتخر بي القريب والبعيد ...وأنا الذي أحل معضلات الأمور ومغلقاتها إذا حضرت ...وأنا الذي أترك بعدي ذكرا تتحدث عنه الأجيال تلو الأجيال ..
وأنا الذي يطمع الناس بقربي ..ويطلبون رضاي ويتقون غضبي ...وأنا الذي تمتلئ المجالس بحديث أقوالي وبطولاتي ..وإذا جلست فلي الصدارة.. وإذا كان الحديث لي المشورة والمرجع إلي ..أنا الجاه أنا المنصب الرفيع ..
نظرت إلى قلبي فرأيته قد انتشى طربا للذة ما سمع فأحسست أن قلبي كاد أن يركن إلى ما سمع ..ولكن قلت لعلي أجد ما هو أفضل ....سأتباع البحث ...
إلى أن وصلت إلى ربي ..وإذا به يبين لي ..
يا عبدي أنا خلقتك وسويتك وأعطيتك وأكرمتك ..فما من نعمة عندك إلا وهي مني إليك ...وإنك إذا أعطيت قلبك لأي من مررت بهم فإنها نعمة لا تدوم ..وظل زائل ..ولعلك انشغلت ببريقها الظاهر ولم ترَ ما بطن فيها من منغصات و مهلكات ...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق