السبت، يوليو 17، 2010

الخليفة والنسوان

بعث هولاكو زعيم التتار عام 1258 ميلادية أى قبل 740 سنة برسالة الى خليفة المسلمين وحاكمهم المستعصم بالله يهدده فيها بسبب تعرض مبعوثيه الى ) بهدلة) فى بغداد مما خالف أصول العمل الدبلوماسى آنذاك وأساء الى هيبة المغول وزعيمهم هولاكو. رد المستعصم على رسالة هولاكو بإنذار على الطراز العربى جاء فيه (ان جيوش الخليفة سوف تلعن سنسفيل هولاكو) إلى آخره مما دأب حكامنا العرب على استخدامه فى خطاباتهم الطنانة قبل الحروب وبعدها دون أن يعدوا العدة لدعم كلامهم بالقوة والسلاح
غضب القائد المغولى هولاكو  فخرج على رأس جيش مكون من مليون جندى الى بغداد. طلب سليمان شاه قائد الجيش من الخليفة بتمويل حملة عسكرية للدفاع عن بغداد ووافق الخليفة ثم  تراجع عن عرضه مدعيا ان خزانة الخلافة خاوية ولا تقدر على الانفاق على هؤلاء ودفع مرتباتهم وصلت جيوش هولاكو الى بغداد فخيمت خارج أسوارها وبدأت تضرب أسوار المدينة بالمنجنيقات حتى انهارت تراجع الخليفة المستعصم عن موقفه فبعث بإبنه وولى عهده للمفاوضة فطلب هولاكو منهم القاء السلاح وخروج جيش الخليفة باكمله من بغداد الى معسكر المغول بدون سلاح، وهناك قام بقطع رؤوس عشرات الالوف من الضباط والجنود على مرأى من سكان بغداد وولى العهد المعظم دخل هولاكو بغداد على البارد المستريح واستدعى الخليفة المستعصم الى مقره وبعد أول (كف) اعترف الخليفة بوجود حوض من الذهب الأحمر الخالص فى ساحة القصر.. يقول المؤرخ الهمذانى: ان كل ما كان خلفاء بنى العباس قد جمعوه خلال خمسة قرون وضعه المغول بعضه فوق بعض فكان كجبل على جبل).  وامر هولاكو باحصاء نسوان الخليفة فتبين ان لجلالته (750) زوجة فقط لا غير وما يزيد عن ألف خادمة، فوزع هولاكو النسوان على ضباطه وجنوده وقطع راس الخليفة.
الخليفة معذور معذور .. فرجل له 750 زوجة لن يجد الوقت الكافى للتفكير فى شىء آخر غير النوم مع زوجاته حتى لا يلحق به اثم كبير ان تخلف أو قصر عن مضاجعة هذا الجيش الجرار من النسوان، ثم ليس من المعقول ان يدفع الخليفة مرتبات الجنود من حوض السباحة المملوء حتى آخره بالذهب الأحمر فتلك هى أمواله وأموال الذين خلفوه جمعها منذ خمسة  قرون وليس من العدل ان يوزعها على الجنود لحماية بغداد، لذا دخل هولاكو كما دخلت اسرائيل القدس، دون أن تطلق رصاصة واحدة.
غفر الله لحكام العرب ونسوانهم وأطعمنا بعض ما أطعمهم ولعن الله هولاكو لأنه فرق بين الرجل وزوجاته فهدم بيوتا سعيدة كان المستعصم يفتحها باسم الاسلام والمسلمين !!.. انه سميع مجيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق