الجمعة، يوليو 02، 2010

من هم

من هم ؟
 أولئك الصفوة الذين وعدهم الله أن يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله ، يظلهم بظل عرشه العظيم ، من هم أولاء ؟ وأي شيء أوصلهم تلك المنزلة ؟ هل تحب أن تكون منهم ؟
صنفهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى سبعة أصناف ، فقال : ( سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ) فاختر لنفسك صنفاً واحرص على أن تنضم إليه ، فالظل ظل عرش الرحمن ، والمكان أرض المحشر ، والزمان يوم القيامة !
أولهم ( إمام عادل ) ، قد اتقى الله في رعيته ، فلم يظلمهم ولم يأكل حق أحدهم ، لم يتجبر عليهم أو يطغى فوقهم ، لم يستعمل جيوشه وحشوده لقهرهم وتعذيبهم ، حكم بشرع الله ، وحكم بين رعيته بالعدل والقسط !
( وشاب نشأ في طاعة الله ) ، فمن صباه إلى مراهقته وشبابه هو في طاعة الله ، لم يضل عن الطريق ، ولم يخطأ السبيل ، لم تطأ قدماه أوحال المعاصي ، لم يغتر بشبابه وما طال به الأمل !
( ورجل قلبه معلق في المساجد ) ، لا يسكن قلبه إلا بها ، ولا يجد راحة نفسه إلا فيها ، فهو يصلي الفجر فتتوق نفسه ليصلي الظهر وهكذا ، فحياته هناك ، واتصاله المفضل من هناك إلى الله سبحانه وتعالى ، وما مثله في المسجد إلا مثل السمكة في الماء !
( ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) ، قد سما حبهما عن كل مصلحة ، وعن كل سبب دنيوي ، فكان حباً في الله ولأجل الله ، لا لأجل منصب أو مصلحة أو مال !
( ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) ، المرأة جميلة لها منصب يحميها ويحميه ، وهي التي دعته وقالت ( هيت لك ) ، ولكن الرجل بلغت به التقوى والخشية مبلغاً يعصمه من الوقوع في الخطأ والرذيلة ، فتذكر أن الله يراه ، وابتعد عن الفاحشة بالرغم من تهيأ أسبابها ومن توفر الحماية له في الدنيا !
( ورجل تصدق بصدقة أخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) ، بلغ هذا الرجل من التقوى والإخلاص لله ، إلى درجة أنه أخفى الصدقة عن كل أحد حتى عن شماله ، التي لم تعلم ما أنفقته يمينه !
( ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) ، قد خلا قلبه إلا من الله ، وخلا مجلسه من كل أحد ، فتذكر الله سبحانه وتعالى ، تذكر عظمته وقدرته ، تذكر مغفرته ورحمته ، فرق قلبه وأثر على عينيه ، ففاضت عيناه من دموع الخشية والرغبة !
أولئك السبعة هم الفائزون الرابحون بظل الرحمن ، فهنيئاً لنا إن كنا منهم ، ويا لخيبتنا إن كنا ممن يلجمه العرق !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق