الاثنين، مارس 08، 2010

القارب والحوت

من تقاليد البحارة القدماء أنهم إذا وجدوا حوتا كانوا يلقون له قاربا فارغا

ليشغلوه به ، حتى إذا استولى هذا القارب الفارغ على تركيزه واهتمامه اصطادوه
على حين غفلة منه .. بيسر وسهولة .
وهذه الطريقة الفريدة ينصحك بها اليوم علماء النفس وأنت تواجه حيتان الهموم
والآلام والأحزان ! .
إنهم ينصحون المرء منا بدلاً من أن ينتظر حوت القلق أن يحاصره ، ويضيع من عمره
ردحاً في مجابهته ومحاولة إبعاده عنه ، أن يبادره بإلقاء قارب يأخذه بعيدا ..
بعيداً ، ولا يجد معه حلاً ناجعاً .
وأحد أهم هذه القوارب هو قارب الإيمان بالله ، التسليم بالقضاء والقدر ، والثقة
بموعد الله وإحسان الظن به .
فاي من هذه القوارب كفء بأن تأخذ حوت القلق أو الحزن أو الخوف إلى ما لا نهاية
، وتترك كي تستمتع بالراحة والسكينة النفسية .
هيا امتلك قارباً أو أكثر من قوارب النجاة ..
وابدء من الآن في مضاحكة الأيام حتى وإن عبست في وجهك ..
وشاكسها إذا خاصمتك .. ولوح لها بكفك إذا أدارت وجهها عنك .. اصطادها بصبرك
وحلمك وإيمانك بأن النصر مع الصبر ..
أخبرها أن مع العسر يسر قبل أن تغرس فيك أسنانها المؤلمة .
واعلم أن في الحياة حيتان كثير ، ولديك من القوارب الفارغة ما يؤهلك لمغالبتها
، بشرط أن تدرك جيدا سر اللعبة ، وألا تلقي لها بجسمك بدلا من أن تعطيها قاربا
فارغا تتلهى به .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق