الجمعة، أبريل 16، 2010

الصدق

لقد أصبح الوضوح عملة نادرة في هذا الزمان"، فأجبتها: "بل لم يعد عملة على الإطلاق، فقد أصبح أسطورة، أسطورة نسمع عنها في قصص الأولين، عندما يقصون علينا قصصهم ويذكرون لنا أمانتهم وصدقهم وكيف دخل الناس في دين الله أفواجا عندما تعاملوا مع هذه النماذج الفريدة في حياة البشرية، أما الآن فلم يأخذ أغلب الملتزمين من الدين سوى التورية، التورية في جميع شؤونهم، حتى يشعر المتعامل معهم أنه يتعامل مع ثعلب يراوغ فيه هنا وهناك.....".

وإن قرأنا القرآن وتدبرناه جيدا فلن نجد صفة المراوغة هذه سوى في أهل النفاق الذين يظهرون الإيمان ويكتمون غير ذلك {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} [سورة البقرة: 9]، {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ} [سورة التوبة: 77]، بل لقد جعل الله النفاق مقابل الصدق: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} [سورة الأحزاب: الآية 24].

قال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» [رواه مسلم]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [سورة التوبة: 119].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق