السبت، فبراير 27، 2010

العازف والناس

جلس رجل في صباح يوم وبدأ يعزف على كمانه مقطوعات موسيقية لبيتهوفن
بعد ثلاث دقائق ينتبه رجل في الخمسين من عمره لعازف الموسيقى  وبعد دقيقة يحصل العازف على أول دولار ترميه امرأة في

حاضنة الكمان، وبدون أن تتوقف ولا للحظة واحدة وبعد مضي 45 دقيقة أخرى من العزف على الكمان ، ستة أشخاص فقط هم الذين توقفوا واستمعوا للعزف لفترة ثم انصرفوا . حوالي عشرين شخصا قدم له المال وعاد للسير على عجلة من أمره.
لقد جمع 32 دولارا لم يعرف المارة أن عازف الكمان هو جوشوا بيل أحد أشهر وأفضل الموسيقيين في العالم.

وقد كان يعزف إحدى أعقد المقطوعات الموسيقية المكتوبة على الكمان في العالم تقدر قيمتها
بـ 3.5 مليون دولار. حيث كان قد عزفها قبل يومين في قاعة ملآنة في أحد مسارح بوسطن وكان سعر البطاقة
الواحدة 100 دولار أمريكي. لقد عزف جوشوا بيل متخفياً في محطة مترو الأنفاق كجزء من تجربة اجتماعية قامت بها صحيفة الواشنطن بوست عن الإدراك الحسي والذوق والأولويات عند البشر ، وكانت الخطوط العريضة للتجربة :
* في بيئة عامة مزدحمة وفي وقت غير ملائم :
* هل لدينا القدرة على استشعار الجمال ؟
* هل نتوقف لنقدر الجمال ؟
* هل نستطيع أن نميز الموهبة في مكان غير متوقع ؟
* إذا لم يكن لدينا الوقت للوقوف للحظة وسماع عزف أعظم موسيقي لأجمل مقطوعة موسيقية في تاريخ
الفن، يا ترى كم من الأشياء الجميلة الأخرى التي نمر بها كل يوم دون أن نعيرها أي اهتمام ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق