الاثنين، يناير 18، 2010

لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى الغد !!

ابو فهد زميل عمل يبلغ من العمر نحو 50 عاما
أقام مأدبة عشاء للزملاء كان أبو فهد يصب القهوه بشوشا ضاحكا فرحا
لم يرق لي صب ( أبو فهد ) للقهوة..كبير في السن ويصب القهوة لنا الشباب لم اتعودها في محيطي وقمت وألحّيت عليه كي أصبها....لكنه حلف وأجبرني على الجلوس..قلت له ممتعضا وين فهد ليه ما يجي يقابل الرجال ويساعد أبوه..
عندما سألت عن فهد..صمت المجلس عن بكرة أبيه.. وتغيرت ملامح أبو فهد..اختفت الابتسامة..ولجمت الألسن..علمت أني جبت العيد..تعشينا.. واصريت أن أبقى حتى رحيل آخر الضيوف وأقدم له العذر
قال.. أنا مؤمن بالقدر.. حزني . .. لم يكن للوفاه !!!فقد فقدت معه طفلة أخرى في حادث وقع لنا ونحن عائدون للرياض قادمين من أبها في إحدى الإجازة الصيفية ولم ابكها كما بكيته
مات وهو يبكي..مات بعد أن اغضبته..مات بعد أن ضربته..لم يسعفني القدر لضمه..لم يسعفني القدر لتطييب خاطره..لم يسعفني القدر لمسح دموعه..//كان أبو فهد قادما من أبها بصحبة عائلته..كان فهد عمره عشر سنوات..وكان في المقعد الخلفي لاهيا ومسببا ازعاجا لوالده..لم يحتمل أبو فهد الأمر.. ونزل العقال وضربه ضربا مبرحا..بكى فهد.. وتألم والده.. تألم ومع ذلك قال في نفسه..سأراضيه في الرياض !!..
وقع الحادث وفهد يجهش بالبكاء..مات فهد وطفلة رضيعة
مات والحسرة في صدري...فقط ارغب في ضمه ومسح دموعة..أنا مؤمن بالقضاء والقدر..ولكن ما زالت الحسرة في قلبي..مات وهو غاضب..مات وهو باكٍ..مات دون أن اضمه على صدري وأطيب خاطره..//ليت الليالي تعود..
تذكر دائماً . . .لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق