الجمعة، يناير 08، 2010

لقرضاوي

قصيدة ( السعادة ) للدكتور الشيخ يوسف القرضاوي يقول فيها :
أمل اليه هفت قلو ب الناس في الزمن التليدأمل ايه سعى الملوك كما اليه رنا العبيدعادوا وكل سؤالهم أين السعادة والسعيدقالوا : السعادة في الغنى فأخو الثراء هو السعيدالأصفر الرنان في كفيه يلوي كل جيدوبه يدين له العصي وقد يلين له الحديدفاذا أراد ..... فكل ما في هذه الدنيا يريدواذا تمنى الشيء جاء كما تمنى أو يزيدوالناس خلف ركابه يمشون في حضر وبيدقلت : الغنى في النفس وهو لعمرك العيش الرغيدكم عائل راض , وكم مثر على بؤس قعيدوهو الفقير وان بدا في مال قارون العديديبغي المئات , فان وفت يبغي الألوف من النقودجشع به كجهنم يشكو : ألا هل من مزيد ؟فهو الشقي بوهمه وبحرصه العاني الكدودويل له ويل اذا عثرت به قدم الجدودقد عافه الخل الودود كأنه نتن ودودأفبعد ذاك تظن أن أخا الثراء هو السعيد؟!!================قالوا : السعادة في النفوذ وسلطة الجاه العتيدمن كالأمير وكالوزير وكالمدير وكالعميد؟يرنو الى من دونه فيتسابقون لما يريدواذا رأى رأيا فذلك وحده الرأي الرشيدكل يسارع في هواه وعن رضاه لايحيدقلت : اطرحوا هذي المظاهر , واسمعوا بيت القصيدفأخو النفوذ بجاهه يشقى وان سحب البرودمتملقا من فوقه طمع المثوبة والمزيدومخافة أن يسقط الكرسي يوما أو يميدمترضيا من دونه بعطائه أو بالوعوديبغي رضا كل الورى ورضاهمو شيء بعيدفتراه يبسم للبغيض كأنه الحب الودودوتراه يمتدح الغبي كأنه الفطن الرشيدفاعجب لأزياء الملوك وتحتها نفس العبيدذهب البطانة واختفى الزوار وانفض الحشودواذا رأوه دعوا : ألا بعدا , كما بعدت ثمودأفبعد ذاك تظن أن أخا النفوذ هو السعيد ؟!!============قالوا : السعادة في الغرام الحلو.... في خصر وجيدفي نرجس العين الضحوك وفي الورود على الخدودفي ليلة قمراء ليس بها سوى الشهب الشهودفيها التناجي يستطاب كأنه وتر وعودقلت : الغرام خرافة كبرى , وأحلام شرودهو فكرة بلهاء , أو نزعات شيطان مريدهو شغل قلب فارغ فقد التطلع للصعودما أضيع الأعمار تقضى في الهيام وفي السهودفي حب غانية لعوب....... في أماني في وعودالحب حب الأم , والأب , والحليلة , والوليدحب المعاني والحقائق لا القدود , ولا النهودفدع التي تهواك حيث تراك كالزهر النضيدفاذا تغير دهرك الدوار غيرها الصدودواذا رأت مع غيرك الدنيا مشت تحت البنودأفبعد ذاك تظن عبد الغانيات هو السعيد؟!!===============قالوا : السعادة في السكون وفي الخمول , وفي الخمودفي العيش بين الأهل لا عيش المهاجر والطريدفي لقمة تأتي اليك بغير ما جهد جهيدفي المشي خلف الركب في دعة وفي خطو وئيدفي أن تقول كما يقال فلا اعتراض ولا ردودفي أن تسير مع القطيع وأن تقاد ولا تقودقلت: الحياة هي التحرك لا التحجر والجمودوهي الشعور بالانتصار ولا انتصار بلا جهودوهي التلذذ بالمتاعب لا التلذذ بالرقودهي أن تخط مصير نفسك في التهام وفي النجود وتقول : لا , وبملء فيك لكل جبار عنيدأفبعد ذاك تظن أن أخا الخمول هو السعيد؟!!=============قل للذي يبغي السعادة : هل علمت من السعيد ؟!!ان السعادة : أن تعيش لفكرة الحق التليدلعقيدة كبرى تحل قضية الكون العتيدوتجيب عما يسأل الحيران في وعي رشيدمن أين جئت؟ وأين أذهب ؟ لم خلقت ؟ وهل أعود ؟فتشيع في النفس اليقين وتطرد الشك العنيدوتعلم الفكر السوي وتصنع الخلق الحميدتعطي حياتك قيمة رب الحياة بها يشيدليظل طرفك رانيا في الأفق للهدف البعيدهذي العقيدة للسعيد هي الأساس هي العمودعرف المراد من الحياة فلم يعش عيش الشريدوتفاعلا : هو والحياة يفيدها وله تفيدفاذا استفاد المال فهو لخير أمته رصيدوالجاه عدته لنفع الناس من بيض وسودفيعيش من ايمانه في عالم نائي الحدود ويعيش من أخلاقه في عالم الخير المديدحلو الشمائل في حياء الزهر , في طهر الوليدفي رقة الماء النمير وبهجة الفجر الجديدهو في الرخاء وفي الشدائد للجميع أخ ودودلا الفقر يذهله , ولا الاثراء ينسيه العهودلا حامل حقدا , فما أشقى الحياة مع الحقودمتبسما , والدهر غضبان يزمجر بالوعيدهو كالشعاع المستقيم فلا يضل ولا يحيدهو ناصع , لا يختفي خلف الستائر والسدودللناس أرباب , ولكن ربه رب وحيدلا ينحني الا له عند الركوع أو السجودآماله تنمو على الأحداث كالروض المجودويمدها ايمانه الدفاق كالدم في الوريدهذا لعمري شأن ذي الايمان أو شأن السعيدلاحزن لاندم على أمس , فأمس لايعودلا خوف من غده , فخوف غد ظنون لا تفيد===========قل للذي نشد السعادة : دونك النبع الفريدان السعادة منك , لاتأتيك من خلف الحدودهي بنت قلبك , بنت عقلك , ليس تشرى بالنقودفاسعد بذاتك , أو فدع أمر السعادة للسعيد د . يوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق