الخميس، نوفمبر 12، 2009

كانت لامي عين واحدة

كانت لامي عين واحدة ..وقد كرهتها... لأنها كانت تسبب لي الإحراج
كانت تعمل طاهية في المدرسة التي أتعلم فيها لتعيل عائلتها
ذات يوم جاءت لتطمئن على تحصيلي العلمي أحسست بالإحراج كيف فعلت هذا بي
تجاهلتها ورميتها بنظرة مليئة بالكره وفي اليوم التالي قالت لي إحدى التلميذات أمك بعين واحدة
اوووووه... تمنيت حينها أن ادفن نفسي وان تختفي أمي من حياتي
ذهبت إلى البيت وأنا غاضبه واجهتها لقد جعلتي مني أضحوكة لم لا تموتين يا عوراء ولكنها لم تجب
لم أفكر في كلامي ولم أكن مترددة فيما قلت ولم أبالي لمشاعرها
درست بجد وحصلت على منحة دراسية في كندا وتزوجت وأنجبت أولادا وكنت سعيدة ومرتاحة في حياتي لم ازور أمي يوما ولم أفكر فيها على الإطلاق بعد عودتي إلى الديار أتت أمي لزيارتي
رأتني منذ سنوات ولم ترى أحفادها أبدا وقفت على الباب واخذ أولادي يضحكون صرخت بها كيف تجرأت واتيت لتخيفي أطفالي اخرجي حالا أجابت بهدوئها المعهود آسفة أخطأت العنوان على ما يبدوا واختفت
ذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعونا لجمع الشمل العائلي لم أجد أمي من المدعوين بعد الاجتماع ذهبت إلى البيت القديم الذي كنا نعيش فيه للفضول فقط اخبرني الجيران ا نامي توفيت لم اذرف ولا دمعه واحدة قاموا بتسليمي رسالة من أمي
بنتي الحبيبة لطالما فكرت فيك آسفة لمجيئي لبيتك وإخافة أولادك كنت سعيدة جدا عندما سمعت انكي سوف تأتين للاجتماع
ولكني قد لا استطيع مغادرة السرير لرؤيتك آسفة لأنني سببت لك الإحراج مرات ومرات في حياتك
هل تعلمين . لقد تعرضتي لحادث وأنت طفلة وقد فقدت عينك وكأي أم لم استطع أن أتركك تكبرين بعين واحدة ولذا أعطيتك عيني
وكنت سعيدة وفخورة لان ابنتي تستطيع رؤية العالم بعيني مع حبي أمك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق