الأحد، سبتمبر 13، 2009

لان السواد يغمرني

في السبعينات حين بداء الا نفتاح على العالم وضمن خطط الدولة للرقي بالمجتمع وتطوير البلاد والعباد في السودان حصلت على بعثة دراسية الى استراليا وكانت المرة الاولى في حياتي التي اغادر فيها قريتنا ذات البضع الف نسمة ركبت الطائرة الى مدينة سيدني وقد ابهرني التطور العمراني والمنشئات والجامعة كانت ضرب من الخيال تم تسجيلي في احد الكليات وتم اعطائي غرفة بالسكن الداخلي للجامعة ومعي في نفس الغرفة طالب من السنغال
عند ذهابي اول يوم الى المحاضرة لفت انتباهي تلك الفتاة الشقراء التي تربط شعرها مثل ذيل الفرس اعجبت فيها من النظرة الاولى
هل هو الحب من اول نظرة اصبحت اكتب الشعر اصبت بهيام جارف يجتاح كياني
كان تفكيري لا ينقطع عن تلك اللحظات التي المحها في الكلية
أسافر مع الأحلام بلا تذكرة بدون رجعة ولم أكن أعلم ما سبب تلك الأبتسامات الرقيقةهل تبادلني الحب هل هي تعلم ما في قلبي نار تشتعل في جوفي تريد جواب لالف سؤال
وعندما أعلم برحيلنا إلى احد القرى لاجراء بعض التجارب أصاب بحمى الكره لتلك القرية لأنها كانت السبب الوحيد لأبعادي عنها
وعندما نصل للقرية......تبدأ مرحلتي من جديد......التفكير وليس غيرها في داخل الروح....؟؟ في الكليةاصبحت مهدد بالفصل لسوء التحصيل العلمي والدرجات وبالتحديد داخل الفصل وأثناء المحاضرة ....يبدأ مسلسل... سرحاني مع الحبيبه ببعض الأمنيات و و و و ....وعيوني على ذلك المحاضر أينما ذهب ولكن بلا عقل و بلا تركيزعندها يقوم بالصراخ علي ويقطع ذلك التفكير الجميل ويتم التوبيخ والوعيد بالرسوب ... ولكن لا أهتم به و لا بالدراسه
معتقدين أنني غبي لا أفقه و لا أهتم بشئ ....ليتهم كانوا يعلمون ما كنت فيه لعذروني...
وعندها تنتهي المحاضرة الاولى وتبدأ المحاضرة الثانية ....ويأتي ذلك المحاضر الذي يشبه بالشكل كلاب البول دجز ......ويبدأ بالشرح ثم يأمرنا بالكتابه وهو يملئ علينا.....ولكن ليتني كنت أكتب ما كان يقوله بالحرف الواحد ....وأبدأ برسم عينيها بكل دقه وأتأملها ثم يذهب بي هذا التأمل وكأنني أقف أمامها وهي بكامل فرحها لمجيئي....وأذا بدفتري ( كشكول المحضرات) يشرح خارج نطاق الدرس ..... كلمات حب وشوق ووله وكأن الدرس قد أنقلب إلى تعلم فنون العشاق و العشق......وعندها يكرر هذا الأحمق ما قاله الذي قبله من التهديد بالرسوب وعندها أقف عن التفكير وأسأل نفسي أتستحق كل هذا ....؟؟فتكون الأجابه وبكل تأكيد....نعم تستحق.....!!!!متى ينتهي هذا الفصل أنه طويل لا ينتهي بسهوله....وأخرج من الكلية وأذهب إلى السكن وكلي نشاط وحيويه اريد ان اقوم بالاتصال بها فقد حصلت على رقم هاتفها ولكن الضائقة المالية التي امر بها تحول دون ذلك فسعر المكالمه في ذلك الوقت كانت مكلفه ولم يكن الجوال متوفر..وأذهب مبكرا" لسريري بعذر النوم .....ليبدأ العقل بالتفكير وتخيل
لحظات سعيده مع من كانت تشغلني وتبعدني عن من حولي أسمع صدى صوتها يأتي من أعماق عقلي صوت ضحكاتها وصوت كلمة...... أحبكـ والشوق يأكل كل أجزاء جسمي النحيل شوقا" لسماع صوتها ولكن بدون جدوى
كيف لا أستطيع سماع صوتها .....لماذا يازماني يحدث معي كل هذا.....؟؟؟وأضل على هذا الحال حتى ينتصرعلي التعب ويغلبني الناعس وأخلد للنوم في سبات عميق وأرآآآآآآها في منامي حزينه وقد فارقت الأبتسامه وجهها الجميل ....وكأنها توجه لي رسائل التوبيخ من خلال نظراتها
اذهب اغلب الاوقات الى الكلية التي تدرس بها لعلي اراها اوارى شخص قد راها ولكن يمر الوقت علي سريعا" وكأنني مجنون اذا لم احضى برؤيتها ولكن لا أحد يلومني فالشوق قد أعمي كل شئ أمامي وأغلق عقلي عن التفكير ... أذا بلساني قد شل عن الكلام ....
اصبحت في وقت فراغي أكتفي بقراءة كتاب مثلث برمودا اصبحت احب هذا الكتاب الذ يتحدث عن فقد السفن
حيث ان قصة السفن مثل قصتي فأنا ضائع في بحر عينيها وما هي إلا لحظات والتعب قد أعياني عن التفكير بها وغلبني النوم وبعد بضع ساعات من هذا النوم الثقيل وأذا بالظلام قد أرخى كل مكان ... أنه الليل ...لالالالالالالااااااااااالقد رحل النهار وأنا أنتظره .....
ساعه ساعتين ثلاثه....دون فائده ...و أعود مره أخرى للأستسلام للتفكير والخيال من جديد وليس هناك من حل آخرليذهب بي لمن أجلس بالقرب منها بلا أستفاده وفي لحظه توقف ذلك الخيال الجميل ....لابد لي ان اتحدث اليها اعبر لها عن الحب الذي زلزل كياني جعلني لا اهتم بشئ في العالم الا هي
وفي الصباح ذهبت الى الكلية وكلي تصميم ان افاتحها بحبي وشوقي ولوعتي شاهدتها وهي تجلس بطرف النافورة التي تتوسط الجامعه اقتربت منها هاي ابتسمت لي نفس الابتسامة الجميلة فقلت في نفسي بشرى خير
قلت لها انا احبك وانت لا تعلمين نظرة الي نظرة غريبة اشاهدها اول مرة على محياها واستشاطت غضبا وقالت لي
Go away u black man أي اذهب بعيد ايه الاسود . حلت علي كلماتها كالصاعقة وجرى نهر من الدموع من عيني ليملأ النافورة
ابتعدت وذهبت الى السكن وانا مصاب بحمى نار في جميع بدني اصبحت لا ارى امامي يا الهي هل اصبت بالعمى
اصبحت في حالة يرثى لها لعدة ايام وبعد ذلك بدءت بالتحسن حمدت ربي اني شفيت من الحب فالحب الذي لايقتلنا يقوينا
فكتب لها بيتين من الشعر تعبر بما في خاطري
يـــا فتاتــــــــــي
يا فتاتى..ما للهوى بلـــد كل قلب فى الحــــب يبتــــردو
أنا ما خلقت فــى وطن الهوى فى حماه مضطهـــــد
فلمـــاذا أراك ثائــــــــرة وعلام السبــــاب يضــطــرد
الأن السواد يغمرنى ليس لى فيه يا فتــــاة يـــــدأ
غريب؟.. ان تعلمى فأنا لى ديار فيحاء ولــــــى بلـد
كم تغنيت بين أربعه لحبيب فى ثغــــــره رغـــــدو
لكم زارنى وطوّقنى بذراعيه فاتـــــن غـــــــــرد
أى ذنب جنيت فاندلعت ثورة منك خانهــــا الجلــــد
أو ذنبى فى قبلة خطرت مع نسيم اليــــتك يتئــــد؟
ألهذا فالنهد مضطرب؟ ولهذا العيــــون تتقـــــــد؟
ولماذا هذا الصليب يا ترى بين نهديـــك راح يرتعــــد؟
أو غيرى هواك ينهبــــــــه وفؤادى لديك مضطهــد؟
لى كغيرى يا زهرتى أمل وفؤاد يهوى ولى كبــــــــــد
لى بدنياي مثلما لهمو لى ماض وحاضر وغـــــــد
فالوداع الوداع قاتلتى ها أنا عن حماك أبتعــــــــد
سوف تنأى خطاي عن بلد حجر قلب حوائه صلــــــــد
وسأطوى الجراح فى كبدى غائرات وما لها عـــــــــدد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق